منوعات

خطاب المسيرة الخضراء 1975 مكتوب

خطاب المسيرة الخضراء 1975 مكتوب

خطاب المسيرة الخضراء 1975 مكتوب، شهدت المنطقة العربية الكثير من الاحداث المختلفة على مر السنوات، حيث ان المنطقة العربية كانت قديماً تحت الاستعمار الأوروبي، سواء الفرنسي أو الإيطالي أو الإنجليزي أو الإسباني، ولا تزال بعض الدول العربي متأثرة بالمستعمر والمحتل، مثل فلسطين وغيرها من الدول الاخرى، ومن الجدير بالذكر أن الاستعمار الأوروبي كان يتغلغل قديماً في العالم العربي تحديداً في إفريقيا وفي دول المغرب العربي، وهي تونس والجزائر والمغرب، وقد وقعت الكثير من الأحداث والمعارك التي خلدها التاريخ في ذلك الوقت، ومن أبرز هذه الأحداث هي المسيرة الخضراء.

ما هي المسيرة الخضراء

المسيرة الخضراء تعتبر واحدة من أبرز الاحداث التاريخية التي وقعت في العالم العربي قديماً، وقد حدثت المسيرة الخضراء في المغرب، وذلك في زمن الاستعمار الإسباني للمغرب.

المسيرة الخضراء هي مسيرة سلمية انطلقت في السادس من نوفمبر من عام 1975م، وكان الهدف منها الاستيلاء على الصحراء الغربية وطرد الاستعمار الإسباني.

من الجدير بالذكر ان عدد المشاركين في هذه المسيرة كان أكثر من 350 ألف مغربي ومغربية، وتعتبر هذه المسيرة من الاحداث التاريخية في بلاد المغرب العربي وفي العالم العربي بشكل عام.

خطاب المسيرة الخضراء 1975 مكتوب
خطاب المسيرة الخضراء 1975 مكتوب

خطاب المسيرة الخضراء عام 1975م

أولا: شعبي العزيز تيقنت الآن وآمنت أن المغرب وشؤون المغرب ومستقبل المغرب في أيد أمينة في أيد طافحة بيمن الله، مليئة بالوطنية متشبتة بعملها، لاصقة بأرضها وتربتها.
دروسا بالنسبة للبذل والعطاء:
وها أنت شعبي العزيز أظهرت مرة أخرى أنك تبذل وتعطي، وماذا تعطي وتبذل؟ تبذل وتعطى أغلى ما عندك ألا وهو روحك، حياتك، حياتك، حياتك في البيت وجودك مع أهلك حياتك العادية، وهذا كله أعطيته لبلدك بكيفية تلقائية، بكيفية تجعل كل أحد جعله الله سبحانه وتعالى على رأسك بحمده ليل نهار أن أعطاه شعبا مثلك، ويسأل الله ليل نهار أن يزيده من فضله ويحيطه بتوفيقه، حتى يتمكن من القيام بواجبه نحو شعب كالشعب المغربي.
أما العبر الأخرى بالنسبة للآخرين:
أولا: تمكنا من معرفة دقيقة بمن هم أصدقاؤنا وأشقاؤنا، وبين من هم أرادوا أن يروا لهذا المشكل كما يرى له أي أجنبي عنا.
بالنسبة لما كتب ولما قرئ لم يثق بنا كثير من الناس في الأول، وظنوا أنها مغامرة، وظنوا أنها عملية سياسية تمكننا من تغطية عيوبنا ومشاكلنا. والحالة هاته أن الذين قالوا هذا الكلام أو كتبوه ينقسمون إلى قسمين:
فمنهم من يجهل المغرب ولا حرج عليه، ومنهم من يعرف المغرب ومع ذلك كتب عليه ما كتب أو قال فيه ما قال، وما ذلك إلا لغيظ في نفوس الذين كفروا، وما ذلك إلا لحسد وحقد ضد هذا البلد الذي ولله الحمد، أعطى وسوف يبقى يعطي الأمثلة والدروس لغيره.

شعبي العزيز:

إنني أتتبع سيرتك منذ أعلنت المسيرة، أتتبع سيرتك في المدن في القرى، أتتبع سيرتك في المخيمات، على ثخوم الصحراء، فما أرى إلا الوجوه الناعمة والأنظار الراضية ولا أسمع إلا الزغاريد والحمد والشكر وأنواع الفرح المتعددة الأصناف والأطراف.

شعبي العزيز:

إنك بسيرتك نحو مسيرتك ربما تمكنت أنت الشعب المغربي من تجسيم ما نسبه العالم من مصالح سبل الصلح والتصالح بالنسبة للسبل الأخرى.
فالمسيرة المغربية أصبحت أعجوبة الزمان والحالة هاته أن الناس نسوا أن في مسيرة العلم يمكن أن يجدوا أكثر مما يمكنهم أن يجدوه في مسيرة الحرب، نسوا الدروس وأنت لم تنساها شعبي العزيز، نسو التاريخ وأنت لم تنسه شعبي العزيز.
بل تحليت باختيارك المسيرة، تحليت بتلك الأخلاق التي جعلت من كبار المفكرين وكبار الفلاسفة والزعماء والطبقات العاملة والسياسية في أوائل القرن هذا، تلك الوسائل التي مكنتهم من الضغط على ما كانوا فيه من ضيق، مكنتهم من التغلب على القهر والغلبة التي كانوا يعيشون فيها حتى أمكن لقرننا هذا أن يعيش في ظل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعدلة الاجتماعية.
فمن عجب الأشياء، أن الناس نسوا وأنت لم تنس، وهذا ما يزيدني فخرا على فخر في كوني أراد الله لي سبحانه وتعالى أن أكون خادمك لأسير بك وتسير بي نحو الآفاق التي نرضاها لأبنائنا ولأسرتنا الكبيرة الأسرة العالمية كلها.

شعبي العزيز:

غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز.
وكأب مرشد لك، وكأمير للمؤمنين وقائد لسياستك، سأزودك شعبي العزيز، ببعض النصائح.
– أولا: شعبي العزيز، بمجرد ما تخترق الحدود عليك أن تتيمم من الصعيد الطاهر، تلك الرمال، ثم تستقبل القبلة وتصلى بأحذيتك لأنك مجاهد وتصلى بأحذيتك شكرا لله تعالى.
كما قال الفقهاء:
فإذا الحسن بدا فاسجد له فسجود الشكر فرض يا أخي
– ثانيا شعبي العزيز، عليك أن تعلم أن هذه المرحلة من المسيرة ليست كسابقتها، هذه المرحلة تستلزم منك ضبطا أكبر ونظاما أكثر. فعليك أن تكون معطيا سامعا للذين هم يؤطرونك حتى يمكننا أن نسير بمسيرتنا إلى الهدف المطلوب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى