من قائل فصبرا فليس الاجر الا لصابر، لقد عرف عن العرب منذ القدم بأنهم قد اشتهروا بالشعر وكتابته، وعرف الشعر لديهم بأنه عبارة عن منظوم القول التي تغلب عليه الوزن والقافي، كما أن الشعر في وقتنا الحالي هو عبارة عن النظام الموزون الذي يتركب من مجموعة من الأبيات التي لها وزن وقافية، ويكون هذا الشعر له معنى وإذا خلا الشعر من شروطة التي هي عبارة عن المعنى، والوزن، والقافية، والقصد فإن هذا لا يعتبر شعر،فالشعر هو عبارة عن خلاصة لمجموعة من التجارب الإنسانية التي يتعرض لها الإنسان ومصدر لتدوين المعارف المختلفة، ومن خلاله يتعرف الإنسان على أحوال العرب قديما من حيث العادات والتقاليد، كما أن الشاعر يوجد فيه الكثير من الحكم والمعرفة التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها في حياته. وعدد الشعراء كثير، فهنالك كثير منهم اشتهروا بقصائدهم ومنهم الشاعر الاندلسي عبد الجبار أبي بكر الصقلي.
من هو القائل (فصبرا فليس الاجر الا لصابر)
يعتبر أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي الذي اشتهر بلقب ابن حمديس الصقلي والذي ولد عام في عام 447، وتوفي في عام 527 هـ، وهو شاعر عربي نشأ في صقلية وولد فيها، ثم تركها ورحل إلى مدينة الأندلس ومكث فيها فترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية وتوفي في جزيرة ميورقة، لقد تميز هذا الشاعر بثقافه دينيه جعلت منه انسان حكيم وانعكست هذه الثقافه على قصائده التي قام بكتابتها،ترعرع الشاعر ابن حمديس في عائلة محافظة، ومتدينة،فعرف كل من والده وجده بقوه ايمانهم وشده تقواهم وكانت البيئة التي يعيش فيها متصلة بالثقافة الدينية والأدبية والطبية،وقد اشتهر بحبه الشديد للعلم، فنبغ في العديد من العلوم مثل علم اللغة، والنحو، والعروض، والتاريخ، وغيرها.
من قائل الأبيات فصبرا فليس الاجر الا لصابر
ولد ابن حمديس في فترة حكم المسلمين لصقلية، وتعلم فيها، وكما شارك في بعض معارك المسلمين في إيطاليا في شبابه،الا أنه بعد أن سقطت صقلية.
- هاجر إلى الأندلس،ومن الأشخاص الذين مدحهم الشاعر حمديس المعتمد بن عباد وكان من شعراء بلاطه، وبعد سقوط إشبيلية في يد المرابطين، انتقل إلى إفريقية.
كما مدح أبي طاهر يحيى بن تميم الصنهاجي، ولما اضطربت أحوال بني زيري انتقل إلى بني حماد في بجاية، وعندما توفي الشاعر ابن حمديس كان عمره يبلغ نحو الثمانين وكان قد أصيب بالعمى.
